عزيزتي أنا

 
عزيزتي التي هي أنا،
أعلم أنها المرة المئة، أو لعلها الألف؛ لأنكِ قد توقفتِ عن العد منذ مدة لا تذكرينها أيضًا. أعِدِي الكرة هذه المرة؛ لأجل كل قلب يهمه أمرك:

جرِّي نفسك خارج السرير...ثم باب الغرفة. ابدأي بالتعرض لبعض أشعة الشمس من شرفة منزلك، تعلمين أنها صديقة وفية، تعطيكِ الحبَّ تمامًا كما يعطيكِ إياه القمر، حتى وإن كان نورها أكثر حدة على عينيكِ، أغمضيهما إن لزم الأمر، واسمحي لها أن تعانقكِ.

ثم يأتي دور باب المنزل... تمشي قليلًا، أو تمشي كثيرًا؛ ما يكفي جسدك حتى يشعر أنه لا يزال حيًّا، وما يكفي عقلك حتى يلتفت إلى شيء آخر عوضًا عن صوته: وقع قدميك على الأرض... لون أوراق الشجر... زقزقة العصافير... مداعبة الهواء لوجنتيكِ.

عزيزتي التي هي أنا،
كوب القهوة الذي اعتديه، ذاك الذي يقيكِ الصداع... حاولي أن تشميه أولًا، ثم تذوقيه رويدًا رويدًا. أعطيه فرصة جديدة في محاولة إبهارك؛ فأنت تعلمين، أن الأمر بهذه البساطة. ببساطة الالتفات إلى أشيائنا العادية، التي بعاديتها تحفظ عقولنا من جنون الدنيا.

عزيزتي التي هي أنا،
حتى لو بدا الأمر وكأنه لم يبقَ حولك قلب يهمه أمرك، فلتحاولي مرة ومئة وألف مرة، لأجلك أنتِ.

تستحقين كل محاولة
تستحقين كل فرصة في عيش حياة
تستحقين حياةً رغيدة

تعليقات

اقرأ أيضًا

ممتلئ بالفراغ - مراجعة

ما وراء "كانوا سرابًا"

أحببت وغدًا - مراجعة