ممتلئ بالفراغ - مراجعة





 لكل منا إدمانه الخاص، لكل منا ما يتجرعه لتسكين غياب اتصال حقيقي احتجناه يومًا ما.

هذا الكتاب يقص عليك الحكاية، حكاية فقد شيء قبل أن تعي حاجتك إليه، ذلك الشيء ذو الدور الرئيسي في تكوين عالمك الداخلي الذي يرتحل معك أينما حللت. يقص عليك الكتاب حكاية انفصالك عن نفسك، كيف فقدتها وأين فقدتها وتبعات الأمر، ولكنه كذلك يقص عليك كيف ستجدها من جديد، حتى لو لم تكن قد قابلتها من قبل!

أراهنك على ما تشاء أنك ستجد بين صفحات هذا الكتاب ما يمس وترًا حساسًا فيك، وما يجيب عن أسئلة وجودية أرقت دماغك يا من أنعم الله عليك بإعمال العقل في التفكير. 

بين الأخوة الثلاثة (أحببت وغدًا- أبي الذي أكره- ممتلئ بالفراغ) كان هذا الكتاب -لدهشتي- الأشمل والأحكم. وبين قراءاتي في مجال التعافي النفسي والصحة النفسية سيكون من أولى ترشيحاتي لأي سائل. 

بهذا الكتاب أُسدِل الستار على القراءة في هذا المجال، وقد كان خيرَ ختام لرحلة فضول وتعلم دامت ما يقارب ثلاث سنوات. أشعر أنني قد تشبعت حد التخمة بالمعلومات التي تتوافر للعامة عن التعافي النفسي من الصدمات النفسية العصبية والصحة النفسية، ولكن العلم لا يعرف الحدود ولم نؤتَ منه إلا قليلًا، لذلك سيكون شغفي دائمًا في تجدد للاطلاع على دقائق هذا الأمر وكل جديد فيه. 

أصبحت الآن شخصًا آخر غير الذي عهدته منذ سنوات، شخص أظنه أفضل، أوعى وأدرى، على علم بمواضع جراحه وكيف يحسن تضميدها، قابلًا لها دون خجل، لديه القدرة أن يقول هذا أنا وكل الجمال الذي فيَّ ما كان ليكون بهذا البهاء دون ندبات روحي.

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولاه. 
نختار أن نواصل التعافي، "نختار أن نواصل الإيمان"!

تعليقات

اقرأ أيضًا

ما وراء "كانوا سرابًا"

بهذه البساطة وهذا التعقيد