أنت وأنا وما بيننا
أنا ماضيَّ الذي بلا حول مني ولا قوة غرس فيَّ بذور الحب والقسوة، وأنا حاضري الذي أجاهد كل يوم فيه نفسي لكيلا أغدو على صورة أبغضها، وأنا مستقبلي الذي أصلح لأجله ما أفسده فيَّ عبث الدنيا.
وأنت ماضيك بكل الحكايات التي عِشتَها، وبكل المواقف التي شكَّلَتك، وأنت حاضرك بكل ما فيه من قلق وعمل، وأنت مستقبلك بكل ما يعتريه من خوف وأمل.
فكيف لنا أن نلتقي؟
دعنا نخلق عالمًا صغيرًا بيننا ولنسمِه بيتنا.
سآتيك بأشجار الحب التي أزهرت فيَّ فروعها، وسأقيك أشباح قسوتي. سأضع عني درعي؛ لأكون بين يديك على حقيقتي، ولأسمح لك أن تحب كل ما أخفيه مني.
تعال إليَّ وقُصَّ عليَّ قصصك كلها، طويلها وقصيرها، عرفني على الطرقات التي قطعتها، شاركني قلقك واسمح لي أن أكون شاهدة على رحلتك.
دعنا نخطو خطواتنا التالية سويةً، خطواتي تثبت خطواتك، وخطواتك تطمئن خطواتي، فإن تعثر أحدنا وجد الآخر وقد التقفه قبل أن يسقط، وإن تعثر كلانا فلا بأس، سنشد عضديّ بعضنا، ولا تضل خُطانا ما دمنا نعرف طريق العودة إلى بيتنا.
تعليقات
إرسال تعليق