ماذا لو أن الله يحبني؟

 


"ماذا لو أن الله يحبني؟"

سألت نفسي هذا السؤال، ولهنيهةٍ غاب عني تقصيري وذنوبي وأخطائي، محوت تاريخي وأعبائي، بما فيها عبء معرفتي بمدى انعدام مثاليتي.

تفاجأت من رد فعل جسدي على السؤال، وكأن العالم حولي قد توقف، وانهمرت دموعٌ من عيني لم أدرك أني كنتُ أمسكها. 

ماذا لو آمنتُ بذلك؟ بأن الله يحبني تمامًا كما أنا؟ 

كبرتُ على أن أسعى لأنال محبة الله بالإيمان وفعل الخيرات، ولكن بطريقة ما كنت أشعر أن الأمر مستحيل المنال. 

بطريقة ما طوال رحلتي ترسخ بداخلي كل الأسباب التي قد لا تجعل الله يحبني. كل الذنوب تراكمت خلفي حتى أصبحتْ مثل الحطام في طريقي.

كل الكلمات غير المبالية التي خرجت من فمي، وكل النوايا العكرة التي لم أختبر إخلاصها... كان هناك العديد من الأسباب التي لا تُحصى.

فسعيت فقط إلى مغفرته، مُعلقةً آمالي برحمته، ولكن بالسعي لذلك فقط غفلت عن الشيء الذي يغذي القلب ويملأه: حب الله.

عندما جعلت محبة الله لي مشروطة بعدد الذنوب التي اقترفتها أو لم أقترفها، تضاخم تقصيري في نظري، وفقدت الأمل دون حتى أن أدرك أني كنت أفقده. 

ماذا لو، عوضًا عن ذلك، تقبلت أن الوضع الافتراضي هو أن الله يحبني لأنني أؤمن به بحق؟ يحبني لأنني أمَةٌ مكرمة؟

ماذا لو أقبلنا على العالم متسلحين بعلمنا أن الله لا يحبنا وحسب، بل أيضًا يريد أن يقربنا إليه... ينادينا لنسعى إليه؟

عندما أخطو في الأرض موقنةً أن الله يحبني، فإن كل شيء يحدث لي يصبح تجسيدًا لذلك الإيمان، ويكون له غرضٌ محدد.

ما يُسيئُني يحدث ليشعل صبري ويرفع قدري عنده، وما يسرني يحدث لأشكره، كل شيءٍ يحدث حتى يقربني منه ومن حبه في جميع الأحوال.

يا الله، أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك.


- أسماء حسين 

 

تعليقات

اقرأ أيضًا

قدَر

The myth of normal – trauma, illness, and healing in a toxic culture (Book review)

الحب ليس كافيًا