أتظن أني رحلت لأني لم أعد أبالي؟!

 أتظن أني رحلت لأني لم أعد أبالي بك؟ أتظن أني كنت أفتش عن أسباب لأتخلى عنك؟
لا يمكن أن تكون على خطأٍ أكبر مما أنت عليه الآن، ولكنك لن تسمح لنفسك أن تقبل مثل هذه الحقيقة. لأنك عندما تجلس لتمعن التفكير في الأمر، تجد كل شيءٍ منطقيًا في نظرك: "بالطبع أنا من أفسدتُ الأمر، كعادتي".
تكتبُ قائمة بإخفاقاتك، وقائمة بالأشياء التي يجب أن تغيرها، وقائمة بالأسباب التي تمنعك من أن تمنح الحب وبالتالي سيكون خطأً فادحًا منك أن تستقبله.
ولكنك على قائمة الأشخاص الذين أدعو لهم، وقائمة الأشخاص الذين أتمنى أن يكونوا بخير. أنت على رأس قائمة الأشخاص الذين أحببتهم بكل سهولة.
تجلس لتفكر ويصبح كل شيءٍ منطقيًا: ليس باختيارك أن تُحَب. تظن أنك لا تستحق الحب، ولكنك لا تزال مُلهمي، ولكنك لا تزال أمنية أصرخها حيثما حللت: أن نجتمع في كل حياة قادمة.
تظن أني رحلت، ولكن كل جزءٍ مني بقي.
تكتب قائمة بإخفاقاتك، ولكنك ناجح في ناظري، رغم تشكيك في نفسك، ورغم كل قوائمك البائسة. تسجل عيوبك كلها، واحدة واحدة، ولكني أكتب الشعر لأُقنع جمالك أنه ما يزال نابضًا.
ولكن الحب ليس تدميرًا متبادَلًا... الحب ليس باستطاعته أن يغير رأيك:
أراك جنةً على الأرض، وتراني أنتمي لشخص آخر يجب أن أعثر عليه.
أقول أنك بطاقة يانصيب رابحة، وتقول أنك لست سوى عملة معدنية صدئة.
أقول أني لم أركَ هكذا أبدًا، وتقول أنك لا تريد أن تراني مجددًا.
وبعد بعض الوقت، بضعة أيام، بضعة أشهر، تصلني رسالة نصية منك، وأتظاهر بأني لم أرَها.
في رأسي صندوق بريد يعيد تشغيل رسائل صوتية لم أرسلها، وسعة تخزين لا نهائية تمتلئ بكلمات ظننتَ أني لم أعنِها يومًا.

- سيليا

تعليقات

اقرأ أيضًا

قدَر

The myth of normal – trauma, illness, and healing in a toxic culture (Book review)

الحب ليس كافيًا