قدَر


اتخذت قراري وهيأت حياتي وفقًا له. أعلم أين ومتى وكيف ستكون خطوتي التالية. ولكن... بين لحظة وأخرى، وغمضة عين وانتباهتها، تعثرت نبضة قلب في صدري، دُمِّرَت خططي... لم أكن أعلم أنك قدري.

 كيف كان بمقدورك أن تجعل امرأة مثلي، متدرعة بالندوب التي أحدثها فيها الزمن، أن تسقط درعها عنها ببساطة؟

 كنتُ أخاف وحوشًا تسكن ظلامًا حالكًا، حتى سطعت عليها شمسك، وهزت جوانبها رياح حبك، فلم تكن الوحوش سوى بعض أشجار صفصاف نضرة. كنتُ بقعة مياه مهجورة حين زارتني سفنك، وأبحرت فيَّ دون أي عناء يذكر، وكأنها أرض تألفها، وكأنها أرض عاشت فيها وجالت خلالها عمرًا. 

 من أنت؟ وكيف أنت؟ تشبه أسطورة إغريقية، أو نيشان بطولة خيالية. كل جزء منك وفيك، عملٌ فنيٌ متقن. كلما استزدتُ منك، أتعجب من حجم ما خفى عني. عالمٌ من جمال. دنيا من أمان. لِما كنت أعيش أيامي في بحور من القسوة، بينما قد كتب في قدري أن أعرف بساتين الحنان؟

الآن يستريح عقلي ويهدأ بالي، راحة وهدوءًا ما كنت أحسبهم إلا ضربًا من خيال. من الآن فصاعدًا، أتبعك، أينما حللت؛ لأن أي مكان نكون فيه معًا، يجعله حُبُّنا بكل بساطةٍ بيتًا آمنًا.

فأنت تعلم، أنه رغم الفوضى التي سكنت رأسي، ورغم العبث الذي أقامته الأفكار في عقلي، إلا أن رأسي لا تخلو من سكون وعقلي لا يفتقر لحكمة.
أنت تعلم فوضاي وسكوني وعبث رأسي وحكمتي... وتختارني، وتريدني، وترغبني، بكل دقائق كياني المتشابكة. أنت تعلم، أن حبي ولا شيء سواه، يستطيع أن يرويك. وأن أمرنا لا يكمن سره فيك أو فيّ، بل في الجمال الكائن بيننا... في السحر الخفي الذي يربطنا ببعضنا.

أرني أين تركت الدنيا ندوبها على جسدك وروحك، دعني أعرفك، أتعلمك، أحفظك، آلفك. لا تترك يدي، وخذني إليك بقوة، غيّر مسار حياتي وكن قدري.


تعليقات

اقرأ أيضًا

The myth of normal – trauma, illness, and healing in a toxic culture (Book review)

الحب ليس كافيًا